"لا رجعة فيه": فيلم صادم يعيد تعريف السينما الجريئة
يُعد "لا رجعة فيه" (Irréversible) أحد أكثر الأفلام إثارة للجدل في تاريخ السينما الفرنسية، حيث قدم المخرج غاسبار نوي عملاً فنيًا جريئًا بأسلوب روائي غير تقليدي. الفيلم، الذي صدر عام 2002، يتميز بسرد زمني معكوس، حيث ينطلق من النهاية وصولًا إلى البداية، في تجربة سينمائية تحبس الأنفاس.
قصة فيلم "لا رجعة فيه" (Irréversible 2002)
تدور القصة حول رجلين يجوبان شوارع باريس في رحلة انتقامية شرسة، بعد تعرض صديقتهما أليكس (التي جسدتها ببراعة مونيكا بيلوتشي) لاعتداء وحشي. إلى جانب بيلوتشي، يشارك في البطولة كل من فينسنت كاسل وألبرت دوبونتيل، بينما تتكامل أحداث الفيلم مع موسيقى تصويرية مكثفة ألفها توماس بانجالتر، حيث تحمل بصمة إلكترونية قوية من فرقة Daft Punk.
أقراء ايضا : فيلم بيتي بلو (1986): تحفة سينمائية عن الحب والهوس وعدم الاستقرار النفسي
لم يمر الفيلم مرور الكرام في عالم السينما، حيث شارك في مهرجان كان السينمائي 2002 وحصد جائزة أفضل فيلم في مهرجان ستوكهولم الدولي. كما أصبح جزءًا مما يُعرف بحركة "السينما الجسدية"، والتي تتميز بأعمالها الصادمة ذات الطابع الطليعي، حيث تتحدى السرد التقليدي وتعتمد على تصوير مكثف للعنف واليأس الاجتماعي.
فيلم "لا رجعة فيه" يثير عاصفة من الجدل
عند صدوره، أثار الفيلم عاصفة من الجدل بسبب مشاهده القاسية، أبرزها مشهد اغتصاب أليكس الوحشي الذي استمر لعشر دقائق، بالإضافة إلى مشهد قتل مروع يُستخدم فيه طفاية حريق كأداة للانتقام. كما واجه اتهامات بمعاداة المثلية بسبب تصويره القاسي لبعض الشخصيات. الناقد السينمائي الأمريكي روجر إيبرت وصفه بأنه "عمل قاسٍ وعنيف لدرجة أن الكثيرين لن يتمكنوا من مشاهدته حتى النهاية".
ورغم الجدل الكبير، يبقى "لا رجعة فيه" تجربة سينمائية فريدة لا تُنسى، حيث يواصل إثارة النقاشات حتى اليوم حول حدود الفن وتأثيره على المشاهد.
مشاهدة فيلم لا رجعة فيه (Irréversible 2002) مترجم أونلاين من هـــنا